العيد = إجازة !!!
وقف أبو الطيب يهتف يوم العيد – وقد فجأه العيد ، بعيداً عن أحبابه ، غريباً عن وطنه ، لا أنيس يأنس بقربه ، ولا صاحب يفرح بلقياه ، ولا حبيب يتلقاه ، ولا صديق يألفه ...- وقف يهتف قائلاً :
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ
ولسان حاله يقول : أيّ سرور تتحدثون عنه ! وأيّ فرح تسعدون به ! وهل السعادة إلا باجتماع الأحباب ، وما السرور إلا بلقيا الأصحاب ... أمَا وقد غابوا فلا سرور ... أمَا وقد رحلوا فلا هناء ...
هكذا إذن ... يا أبا الطيب ... تريد العيد ...ولكن ذاك اختيارك ...فلا إكراه لك .
أما نحن ... فعيدنا بسمة نرسمها على الشفاه ... وأنس نبثه في النفوس ... وسرور نبعثه في القلوب ... ورسائل ودّ معطرة بالمسك ... وأحاديث صدق تبلغ الأسماع ...
وأستوقفك – يا أبا الطيب – لأعرض عليك بيتين هي نشيدنا ، فأقول :
عيد بأية حال عدت ياعيد هنا الكرم والوفا والمجد والجود
أما الأحبة فالبيداء دونهم لكنْ لهم في فؤادي ألف تمجيد
العيد عندنا إجازة = فقلوبنا تتناسى الإساءة ... وتقيل العثرة ... وتعفو عن الزلة ... وتلتمس العذر لتنال الأجر ...
إنها إجازة لا تحصرها أيام ... ولا تحدها أعوام ... فما أسعدنا بذلك ... وما أسعدنا بالعيد ... وما أسعد العيد بنا ... وكل عام وأنتم بخير ،،،
الأحد : 10 / 12/ 1432هـ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق