الأحد، 6 نوفمبر 2011

العيد = إجازة !!!


العيد = إجازة !!!
وقف أبو الطيب يهتف يوم العيد – وقد فجأه العيد ، بعيداً عن أحبابه ، غريباً عن وطنه ، لا أنيس يأنس بقربه ، ولا صاحب يفرح بلقياه ، ولا حبيب يتلقاه ، ولا صديق يألفه ...- وقف يهتف قائلاً :
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ         بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ           فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ
ولسان حاله يقول : أيّ سرور تتحدثون عنه ! وأيّ فرح تسعدون به ! وهل السعادة إلا باجتماع الأحباب ، وما السرور إلا بلقيا الأصحاب ... أمَا وقد غابوا فلا سرور ... أمَا وقد رحلوا فلا هناء ...
    هكذا إذن ... يا أبا الطيب ... تريد العيد ...ولكن ذاك اختيارك ...فلا إكراه لك .
أما نحن ... فعيدنا بسمة نرسمها على الشفاه ... وأنس نبثه في النفوس ... وسرور نبعثه في القلوب ... ورسائل ودّ معطرة بالمسك ... وأحاديث صدق تبلغ الأسماع ...
    وأستوقفك – يا أبا الطيب – لأعرض عليك بيتين هي نشيدنا ، فأقول :
عيد بأية حال عدت ياعيد         هنا الكرم والوفا والمجد والجود
أما الأحبة فالبيداء دونهم          لكنْ لهم في فؤادي ألف تمجيد
العيد عندنا إجازة = فقلوبنا تتناسى الإساءة ... وتقيل العثرة ... وتعفو عن الزلة ... وتلتمس العذر لتنال الأجر ...
إنها إجازة لا تحصرها أيام ... ولا تحدها أعوام ... فما أسعدنا بذلك ... وما أسعدنا بالعيد ... وما أسعد العيد بنا ... وكل عام وأنتم بخير ،،،
الأحد   : 10 / 12/ 1432هـ .

الأربعاء، 29 يونيو 2011

لا لـومَ عندي لمن هوى ! - شعر : د. عليوي الشمراني


لا لـومَ عندي لمن هوى !

قالوا : بأنك كـاذبٌ ! فقلتُ : كلا ... ولا
قالوا : بأنـك غـادرٌ !  فقلتُ : بل رمزُ للوفا
قالوا :بأنـك خـادعٌ !  واللـؤمُ طبعٌ في الخفا
فأجبتُهم : بل طبـعُه الصـدقُ و لا يخشى الملا
ضجوا بما قد قـلتُ فيك من المـديحِ  من  الثنا
قالوا – وهم يتآمرون – أتـراك تنسى ما جرى
أعطاك عهداً لا يحيد –  ولو أُصيبَ-  عن الهوى
قلتُ : الملامُ لـكم ...لا لـومَ عندي لمن هوى

الأحد، 19 يونيو 2011

سَتــَذْكُرُني - شعر : د. عليوي الشمراني


سَتــَذْكُرُني

سَتــَذْكُرُني إذا غَـادرتُ عنكُم        وتبكي صـحبتي دهـراً حنينا
وتعـلم أَنني في الحـبِّ صِـدقٌ          وأَني في الـهوى عـذْباً معينا
وأنَّ وِصـَالَكُـم أسمـى مُنـانا           وأنَّ جَفَــاءَكُم قد زادَ فينا
ولا ذنـبٌ لـدي ولا عِتـابٌ            سوى الحبِّ الذي قد تذْكُرينا
غَرستي في فـؤادي ألـفَ سهمٍ            فماتَ القـلبُ وانقطعُ الوتينا
وأسَبَلْتُ الدمـوعَ بمل ءِ عيـني            فَزادَ الصـدُّ و الهجرانُ حينا
تقاسمنَـا بحـبٍّ مــا حيـينا              فما أَخلفتُ عهداً قد رضينا
هجـرتُ في وِدَادِكِ كـلَّ غالٍ             فأنتِ اليومَ أغـلى مـا لدينا
ولم أسمعْ لعـذلِ النـاسِ يومـاً             ولم أرض لـغـيرِك أنْ يلينا
فما أدري أهـذا جـزاءُ خِـلٍّ             تتوقُ النفـسُ أنْ لو ترجعينا
فإنْ طـال العتـابُ بدونِ ذنبٍ            فقد وافى الأجل كي تَسْعَدِينا
أجبـني إذ سألتُـكَ يا حبـيبي            هل الأيـامُ تنسـيكَ  الحنينا
سأبقى راغـباً في الوصلِ دوماً              وأحمي بالـوفا قـصـراً بنينا
أُسـلي النفـسَ بالـذكرى               لأني أراكـم في حياتي ياسمينا